من الخاسر في الخيانة العاطفية

اذا كانت الخيانة هنا بمعنى الخداع المتعمد لفترة من الوقت فهى محنة للمخدوع على المستوى القريب ولكنها نجاة له وفوز كبير على المستوى البعيد
وهذا الطرف المخدوع له ان يهنأ ويسعد وينطلق لأنه ادى واجبه ولم يخن احد بل كان صادقا واضحا وله ان ينتظر التعويض من الله بطرف اخر اكثر ملائمة وصدق معه
وهذا التعويض قادم لامحالة وستكون علاقته القادمة بسعادة اشد وفرحة اكبر طالما ظل مخلصا لفكرة الحب والعطاء اما الخائن المتعمد الخيانة والمتلاعب بعواطف الاخر فربما يستفيد من خيانته على المستوى القريب
ولكن هذه الخيانة على المستوى البعيد كارثة وبلاء لابد له ان يتحمل تبعاته ولابد له ان يدفع ثمن خداعه ولو بعد حين وبوسائل مختلفة لأنه لاشىء بلا ثمن ............
اما اذا كان المقصود بالخيانة انهاء العلاقة العاطفية بعد محاولات جادة للأستمرار فهذه ليست خيانة بل هو اجراء مفيد للمجتمع وربما كان هناك بعض الخزن وكان هناك بعض الضيق
ولكن الاتفاق على انهاء العلاقة فى وقت مناسب ويأسلوب مناسب هو الافضل وسيدرك الطرف الاخر الغاضب ذلك بعد حين وانهاء اى علاقة عاطفية قرار صعب لكنه مفيد وضرورى
اذا كان هناك صدق مع النفس وعدم تجاوب كافى مع الطرف الاخر وقد يلوم كثير من الناس هذا الطرف المنسحب
ولكن هذا اللوم لامعنى له ولاعدالة فيه لأن القلوب لايعلم مابداخلها الا الله ولربما حاول هذا الطرف المنسحب كثيرا وجاهدا طويلا للتجاوب مع الاخر دون جدوى ولربما حاول تغيير نفسه وتغيير الطرف الاخر دون جدوى
ولايكلف الله نفسا الا وسعها وقد يترقب الناس مصير الطرفين بعد انهاء العلاقة
ويودون ان يخفق هذا الطرف المنسحب فى اختياره الجديد
ولكن هذا مفهوم خاطىء وبعيد عن فكرة الحب الحقيقى لأن الطرف المنسحب اذا كان صادق مع نفسه فهو الاقرب لفهم فكرة الحب
والاقرب للعيش بسعادة وانطلاق فى هذه الحياة لأنه سيكون ايضا صادقا فى اختياره الجديد وسيسعد معه بتقدير الله مهما كان رأى الناس فى هذا الاختيار
وكذلك الطرف الاخر لايندم على ماقدم بل ينتظر تعويض افضل واسعد له فى قادم الايام ونتعلم من ذلك كله احترام اراء الاخرين وتقدير مشاعرهم وعدم المساس بها مهما كانت غير متوافقة معنا ومهما كانت خسائرنا بسببها ....
وعلينا كذلك الانندفع فى عواطفنا ونكون على حذر دائما دون ان نحرم انفسنا من متعة الحب وروعة الغرام ولاننسى ان الحب معاهدة مع الشقاء اللذيذ

اعذروي اطالتي