الابن البــــــــــــار بالمخدرات ...,

بدأ (خ.غ) 25 سنة حكايته قائلا:ثمان سنوات قضيتها في تعاطي المخدرات بأنواعها.
كانت بداية السير في هذ الطريق عندما كنت في الثانوية العامة وتحديدا أيام الإختبارات حيث عرض علي أحد الزملاء (حبوب منشطة)تساعد على المذاكرة وحفظ المعلومات...فعلا طلبتها وكان لها تأثير أكثر من جيد في إعتقادي ولم أعلم بأنها سوف تكون بداية الدمار و الأسى.
أعتدت على هذه الحبوب حتى أدمنت عليها وبت لا أستغني عنها خصوصا وأن ليس هناك مراقبة من الأهل والوالد لا يعلم بماذا أقضي وقتي ومن هم رفقائي.
إستمررت على هذا الحال حتى انتقلت الا الدراسة في المرحلة الجامعية بمدينة أخرى ... وهنا صفا لي الجو وأصبحت اكثر حرية من ذي قبل.
أخذت الجامعة تسلية وكنت لا أذهب في الاسبوع سوى مرة أو مرتين وأحيانا كثيرة لا أذهب.
تعرفت على رفقاء سوء هناك وكانوا يقضون جل وقتهم عندي (بالشقة)وأذكر أحدهم قال لي:إن هناك نوعا جيدا من الحبوب أفضل من الذي معك.
لم أبالي بنوعيتها وطلبتها منه وفعلا إكتشفت أنها أقوى تأثير من الذي كانت معي..واصلت على هذا الوضع سنتين حتى فصلت من الجامعة لكثرة الغياب أخبرت والدي أنني غير مرتاح نفسيا في هذه المدينة فوافق على إرسالي الى مدينة أخرى ليكتمل مشوار الدمار والفســاد والضياااع.
ويواصل حديثه بتنهد قائلا:جلست في هذه المدينة خمس سنوات تقريبا تعاطيت فيها أنواعا عديدة من المخدرات لم أدرس يوما واحدا حيث ان وضعي زاد سوءا مع المخدرات واصبحت أكثر إدمانا.
علم والدي بوضعي الدراسي وقال لي لن تفلح ابدا ...وطلب مني الرجوع والعمل معه في التجارة.
عدت مكرها..وهنا وقعت الطامة التي لم أكن أتوقعها مكملا حديثه ويقول:عدت الى المنزل ليلة من الليالي وكنت وكنت في وضع سيئ حتى اني لم أعرف ماذا حولي دخلت المنزل ووقعت أمام غرفة والدي وكان ذلك قبل الفجر بقليل..ولم أستطع المقاومة لمفعول المخدرات القوي علما أن غرفة والدي جانب غرفتي ولكن لم أستطع أن أكمل المشوار ...أيقظنتي والدتي مع الأذان تقريبا وسط خوف وهلع منها خشية اكون مصابا بشيئ مكروه وما الى ذلك ولم تعلم (المسكينة) أنه من أثار المخدرات.. سكت قليلا يبكي بهداوة.
ويكمل ويقول:جاء والدي بسرعة بعد نداء من والدتي وعندما أيقظني صفعني وقال لي:وقعت في السموم بماذا قصرت معك لماذا تسير في هذا الطريق وسط بكاء من والدتي حتى كاد أن يغمي عليها...!!
سكت طويلا والدموع تسير على خديه ويضيف:عاتبني والدي طويلا حتى الدمعة لم تفارقه...جردني من المال والسيارة وأدخلني الغرفة أغلق علي الباب.
وفي الصباح أخذني الى المستشفى وجلست ستة اشهر للعلاج...وبعد ان انتهينا وخرجت عدت الى المخدرات مرة ثانية لأنه لم يكن هناك عزيمة لي كما أن المجتمع الذي حولي لم يساعدني استمررت على هذا الوضع ثلاثة اشهر تقريبا وما ساعدني أن والدي كان مسافرا في ذلك الوقت ...علم أحد أقاربي وهو من المشهود لهم بصلاح _بإذن الله_ونصحني حتى الاقناع بأن أعالج مرة أخرى...وفعلا رجعت للعلاج بعد أن قلت لوالدي أنني أريد أن أعالج مرة أخرى خشية الرجوع الى ما أنا فيه سابقا.
قضيت ثمان سنوات كنت خلالها الابن البار للمخدرات...لا أرى حياة بدونها وكنت اعتبرها أفضل صديق لي رأيت من خلالها رفقاء السوء على حقيقتهم وكيف يكيدون لك المكائد.
واختتم حديثه بقول:
أنصح اخواني الشباب بأن يحذروا للأقتراب من المهالك والحبوب المدمرة لأنهم سيجدون كل سوء وبلاء ...وخااااصة الحبوب التي تظهر أيام الاختبارات المدرسية لانها بداية النهاية.